- المصدر: موقع Nice matin
- التاريخ: 09 سبتمبر 2016
تحت عنوان “استراتيجية دولة قطر: الاستثمار على المدى الطويل وتعزيز العلاقات مع الشركاء في منطقة “كوت دازور” (الشاطىء اللازوردي)”، نشر الموقع الألكتروني لصحيفة نيس ماتان Nice matin مقابلة مع سعادة السفير القطري في فرنسا الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني.
قدم الموقع الالكتروني للصحيفة المقابلة بالقول أن الحلقة الإقتصادية الفرنسية القطرية قد اختارت مدينة “كان” وأوتيل كارلتون للقيام بأول مهمة لها في المنطقة، مشيرة إلى أن سفير دولة قطر قد حدد نواياه ورد على مشاعر القلق.
أضاف موقع الصحيفة أن “فرنسا لا تمتلك النفط ولكن تمتلك الأفكار”، حسب القول الشهير، لكن قطر تمتلك الإثنين معاً. وهذه الأفكار قادتها بشكل طبيعي نحو منطقة كوت دازور ونحو فنادقه العريقة.
منذ عدة سنوات فإن هذه الإمارة (دولة قطر) الشهيرة والصغيرة الحجم، وضعت رحالها في أوتيل كارلتون من خلال صندوق الاستثمار “قطر للضيافة” وبعض المستثمرين الآخرين، مما أثار في نفس الوقت، الشهية والحذر.
يوم الخميس اختارت حلقة كادران الإقتصادية الفرنسية القطرية، التي أنشئت في نهاية عام 2015 أوتيل كارلتون لتنظيم أول لقاء في المنطقة مع اللاعبين الاقتصاديين.
شكل اللقاء مناسبة للحديث عن طموحات دولة قطر في منطقة يتم فيها الحديث بصوت منخفض بأن دولة قطر ستقوم باستثمار عشرات وربما مئات ملايين اليورو. في هذه الأجواء جرى اللقاء مع سفير دولة قطر في فرنسا الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني.
نص المقابلة:
س- ما هي أهداف حلقة كادران الاقتصادية الفرنسية القطرية؟
ج- لقد تم إنشاء “حلقة كادران” من أجل خلق فرص بين المؤسسات الفرنسية القطرية، ليس للعمل في بلدينا فحسب وإنما لتوظيف استثمارات مشتركة أيضاً. ففرنسا تمتلك المعرفة والمؤسسات الدولية القادرة على المنافسة، وبات من الملح على المؤسسات القطرية أن تستثمر في الخارج. إن الشراكة بين بلدينا باتت تشكل أنموذجاً.
س- لماذا اختيار منطقة كوت دازور للقيام بهذا اللقاء ؟
ج- لأنها منطقة مشهورة بثقافتها وتاريخها، ولأنها نسجت علاقات مع بلدي منذ سنوات عديدة. إننا نعتزم تعزيز العلاقات مع شركائنا هنا في منطقة كوت دازور والاستمرار في البحث عن فرص جديدة للتعاون. لقد جئنا نطمئن شركاءنا على جدية إلتزامنا وعلى القيمة الإضافة التي نستطيع أن نقدمها لمنطقتكم، لاسيما في مجال فرص العمل. إنها زيارتنا الأولى ولكن لن تكون الأخيرة.
س- ما هي أولوياتكم؟
ج- إننا نحاول الوصول إلى قطاعين يرتبطان بالسياحة، هما الصناعة الأوتيلية والنقل الجوي. إن مؤسسة “قطر للضيافة” تقود عملية كبيرة في جنوب فرنسا. إنها منطقة رائعة، كما أن الخطوط الجوية القطرية تعتزم فتح خط بين مدينة نيس والدوحة في العام القادم.
س. بعد كارلتون، ما هي مشاريعكم الكبرى في المنطقة؟
ج- إننا فخورون باستملاك أوتيل كارلتون، ونعتزم تطويره. كما أننا نبحث عن فرص أخرى.
س- في الاطار الاقتصادي أو في إطار الصورة؟
ج- إن ما يوجّه استثمارتنا، في المقام الأول، هو تحقيق عائد إقتصادي. إن استراتجيتنا تتمثل بالاستثمار على المدى الطويل وبناء شراكات في المستقبل تتمتع بالديمومة.
س- ألا تخشون أن تؤدي الاعتداءات الأخيرة، خاصة تلك التي وقعت في مدينة نيس، إلى ردع السواح والمستثمرين في المستقبل؟
ج- في البداية أود أن أقول أننا ندين هذه الاعتداءات، لدي احترام كبير للشعب الفرنسي الذي أبدى نوعاً من التضامن الاستثنائي. إن فرنسا تمر في مرحلة صعبة، لكني واثق من أنها ستتمكن في تجاوزها. إننا نعتبرأن اقتصادكم اقتصاد متين. في فرنسا هناك فرص واعدة وستبقى بلداً شديد الجاذبية.
س- في فرنسا البعض يعتبر أن الاستثمار القطري يشكل فرصة ولكن الشهية القطرية تثير قلق الكثيرين، ما هو ردكم؟
ج- أود ان أقول أن القطريين يكنون لفرنسا ولثقافتها احتراماً كبيراً، أود أن أؤكد إننا أصدقاء وحلفاء، وليس هناك أي سبب يدعوهم للخوف منا. لقد أدركت دولة قطر منذ زمن بعيد أن فرنسا تمثل فرصة استثنائية في ميدان الاستثمار. إن نجاح نادي باري سان جيرمان يشهد على ذلك، الآن هناك العديد من المستثمرين الأجانب الذين يهتمون بالأندية الفرنسية.
في المجال الفندقي قمنا بإعادة إصلاح مؤسسات ظهر عليها الإهمال مع مرور الزمن، وأعادنا إليها الرونق والرقي، اللذين كانت تتميزان بهما. إنها استثمارات طويلة الأمد، تساهم في خلق فرص عمل، ليس هناك ما يستدعي الخوف.
س- هل النجاح الرياضي لنادي باري سان جيرمان يشجعكم على الاستثمار في منطقة كوت داوزر أيضاً؟
ج- إن نجاح نادي باري سان جيرمان يرضينا بشكل كبير، حتى الساعة لا نرى ضرورة للإستثمار في نوادٍ أخرى.
س- ما هو التأثير الذي سيكون لدولة قطر عندما تستضيف مونديال 2022؟
ج- هدفنا إبراز دولة قطر في العالم وليس التأثير على دول أخرى أو على صناعات معينة. إننا نعي أن عائدات الغاز والنفط ليست أبدية، لهذا نسعى لتنويع وتطوير استثماراتنا عندكم وفي العالم.
س- ما هي الرسالة التي تودون توجيهها للمستثمرين الفرنسيين في مواجهة الخوف الذي قد تثيره دولة قطر؟
ج- أشجعهم على القيام بزيارة دولة قطر. إن الفرنسيين لا يعرفون جيداً دولة قطر وشعبها. إن بلدنا هو بلد منفتح، والدوحة تشكل بوتقة إنسانية ومركزاً تتقاطع عنده الثقافات الأوروبية والآسيوية والأميركية والاسترالية. إني على ثقة أن الذين سيزورون دولة قطر ستتبدد مخاوفهم وسيغيرون آراءهم.