بمناسبة مشاركة دولة قطر في الدورة الحادية عشرة لمعرض "آسيا الآن"، تشرف سعادة السفير الشيخ علي بن جاسم آل ثاني باستقبال ضيوفنا الكرام، من سفراء ومتعاونين مقرّبين ومسؤولي مؤسسات فرنسية عامة وخاصة، ومرافقتهم بحضور السيد طارق الجيدة، مؤسس مركز كتارا للفنون، في جولة لاكتشاف المشهد الفني القطري عبر مجموعة واسعة من الأعمال الفنية المعروضة من جانب غاليري المرخية ومركز كتارا للفنون.
تُقام هذه النسخة الجديدة من معرض "آسيا الآن" تحت عنوان "النمو"، وتدعو الجمهور إلى التأمل في عملية تجذّر التصوّرات وكيف أنها تؤدي إلى تغيير فهمنا للعالم. فتجتمع الدول والثقافات والتقاليد وتتفاعل مع بعضها البعض وتستلهم من الأعمال الفنية المعروضة معنى الإرشاد والتواصل والتلاقي مقدّمة لزوار المعرض فرصة للسفر دون مغادرة باريس.
وقد أدى كلّ من غاليري المرخية ومركز كتارا للفنون دورًا محوريًا في تمثيل دولة قطر في هذا المعرض، إذ سمحت اختياراتهما المتقنة بإبراز المواهب الفنية الصاعدة في البلاد وتعريف الزوار بالهوية الفنية والثقافية لدولة قطر.
عرض مركز كتارا للفنون أعمال الفنانَين القطريَّين نورة الحردان وحمد الفيحاني، اللذين تلتقي ممارساتهما الفنية حول مجموعة من التقنيات والتأثيرات البصرية البارزة مثل إعادة التأطير والتداخل والضبابية الفنية والتحوير البصري. يعتمد الفنانان في عملهما على الصور الفوتوغرافية لاستكشاف قوة تأثيرها من خلال اهتمامهما بخصائص المادة البصرية وقدرتها على إثارة المشاعر ونقلها. ورغم اختلاف أساليبهما، إلا أن أعمالهما مشبعة بعمق بحساسية مشتركة تُمكّنهما من التقاط الضوء والتآلف مع المساحة التي تشغلها الصور والتحكم بأجوائها للتوصل إلى ابتكار تجارب إدراكية جديدة.
من جانبه، قدّم غاليري المرخية مجموعة مختارة من أعمال أربع فنانات قطريات معاصرات: العنود البوعينين، وأمينة البوعينين، وأمينة اليوسف، وهند آل سعد. فمن خلال مجسمات مصنوعة من مواد خام أو مستردّة أو باستخدام وسائط مختلطة على الورق، وأعمال تجريبية تتفاعل مع التكنولوجيا، ولوحات تعكس الأشكال والألوان المتغيرة للطبيعية، سلطت هذه المشاركة الضوء على فنانات تتميز كل منهنّ بصوتها ورؤيتها وتقنياتها الخاصة. ومع ذلك، توحدت أعمالهن في الاهتمام المشترك بقضايا البيئة والاستدامة والحفاظ على التوازن الهش بين الحياة البشرية والبيئة الطبيعية.
وفي الوقت الذي تروي فيه هذه الأعمال قصصاً من قطر، ساهمت هذه المشاركة الأولى في معرض للفن المعاصر يتجاوز الحدود، الواقعية أو الوهمية، بين الشرق والغرب، في إبراز عمق الثقافة القطرية وتشكيل هويتها على الساحة الدولية.