افتتح سعادة الشيخ/ علي بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، ندوة اقتصادية جديدة نظمتها الرابطة الاقتصادية القطرية- الفرنسية "كادران"، كرست لدراسة ما يعرف بظاهرة "الرحل الرقميين"، وذلك بحضور اقتصاديين قطريين وفرنسيين رفيعي المستوى.
رحّب سعادة سفير دولة قطر في كلمته الافتتاحية، بالمشاركين في الندوة، مشيراً إلى أن ظاهرة "الرحل الرقميين" الجديدة تُعنى بفئة محددة من العاملين الذي يعتمدون في مهنتهم على العمل عن بعد. إلى ذلك، أشار سعادته إلى تزايد ظاهرة الرحل الرقميين بشكل كبير مع تفشي جائحة كوفيد-19 التي ساهمت في تغيير حياتنا على أكثر من صعيد، لا سيما من حيث أسلوب العمل.
وأوضح سعادة السفير أن هذا المفهوم الجديد للرحل الرقميين، الذي يشهد نموا مستمرا، دفع دول العالم الى التكيّف، والعمل على توفير البنية التحتية التقنية المناسبة، كتعزيز شبكة تقنيات الاتصال اللاسلكي "واي فاي" أو الهواتف الذكية أو نقاط الاتصال المحمولة للاتصال بالإنترنت.
في هذا الصدد، أكد سعادته على جاهزية دولة قطر للتعامل مع مثل هذه المتطلبات المتقدمة للغاية، حيث ذكر أن دستور دولة قطر ينص على "آليات دعم مالي وغير مالي تساعد على احتضان وتنمية" أنواع مختلفة من المؤسسات. في حين تنص رؤية قطر 2030 على أن "الاقتصاد القطري المتسم بالحيوية هو الأساس الذي سيُبنى عليه الازدهار الاقتصادي والارتفاع المستمر في مستوى المعيشة".
تابع سعادة السفير أنه تم استخدام الموارد الهائلة لدولة قطر بحكمة للاستثمار في بنية تحتية ذات مستوى عالمي، من أجل تحويل الاقتصاد القطري الى مركز إقليمي للمعرفة وللأنشطة الصناعية والخدمية عالية الجودة. وهذا يشمل تعزيز التدابير المستدامة لرعاية الأعمال التجارية الصديقة للبيئة. كما تسعى قطر إلى تعزيز وسائل التواصل مع المجتمعات المختلفة للتعرف على الثقافة القطرية بطريقة أعمق.
في هذا السياق، أشار سعادته الى التقدم الكبير الذي حققته دولة قطر في إنشاء البنية التحتية اللازمة للمضي قدمًا، وشدد على أهمية الخبرة الفرنسية لمواجهة التحديات المستقبلية في هذا المجال، معرباً، في ختام كلمته، عن أمله بأن تسمح هذه الندوة باستنباط الأفكار التي تساهم في جعل مجتمعاتنا تعيش حياةً أفضل.
من جهتها، عرضت السيدة/ مشاعل الحمادي، القائم بمهام الوكيل المُساعد لشؤون تكنولوجيا المعلومات في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، سياسة التحول الرقمي التي تجريها دولة قطر انسجاماً مع رؤية 2030، والتي بدأت قبل 10 سنوات مع إطلاق استراتيجية الحكومة الرقمية 2020، لافتة إلى إطلاق الوزارة قبل نحو شهر مراكز بيانات مايكروسوفت السحابية في قطر، ما يُعزز القدرة التنافسية للدولة على المستويين الإقليمي والعالمي، ويرسخ مكانتها في مسيرة التحوُّل الرقمي.
كما أشاد المشاركون بمنجزات دولة قطر في مجال البنية التحتية، لاسيما استعداداً لاستضافة مونديال قطر لكرة القدم 2022، مؤكدين انها تمتلك كل المقومات لأن تكون مقصدا للرحل الرقميين.