دولة قطر تشارك في فعالية "أيام التراث الأوروبية"

برعاية سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر في فرنسا، شاركت سفارة دولة قطر في باريس في الدورة ٣٩ لفعالية "أيام التراث الأوروبية" التي تمحورت هذا العام حول موضوع "التراث المستدام". 

 

في هذه المناسبة، فتحت السفارة أبوابها يوم السبت الموافق 17 سبتمبر 2022 أمام الزوار الذين تمكنوا من زيارة مبنى السفارة المعروف باسم قصر "لاندولفو- كاركانو" المدرج على قائمة المباني التاريخية في فرنسا منذ عام 1976، واكتشاف كل ما يزخر به من جداريات ولوحات زيتية رُسمت على جدرانه وسقوفه منذ تشييده عام1867، فضلاً عن منحوتات لأشهر الرسامين والنحاتين الفرنسيين والأوروبيين، من أمثال رامبرانت Rembrandt ورودان Rodin ومازيرول Mazerolles.

 

كما حظي الزوار هذا العام بفرصة الاطلاع على معرض مجسمات الملاعب القطرية الثمانية المخصصة لاستضافة بطولة مونديال قطر 2022، الذي نظمته السفارة والذي من شأنه إرساء إرث مستدام يسهم في تعزيز أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة ورؤية قطر الوطنية 2030. 

 

في هذا السياق، أكد سعادة السفير، خلال استقباله لزوار مبنى السفارة، على أهمية الموروث الثقافي باعتباره أحد الركائز الأساسية للتنمية المستدامة، لافتا الى سعي دولة قطر الدؤوب لإبقاء التراث الحضاري والثقافي حياً ضمن الفعاليات والمناسبات المختلفة. كما شدد سعادته بهذه المناسبة على أهمية بطولة كأس العالم لكرة القدم التي ستستضيفها دولة قطر في نوفمبر وديسمبر القادمين، والتي ستمثل لحظة تاريخية في مسيرة دولة قطر والمنطقة.

 

وذكر سعادته أن هذا الحدث سيضع معياراً جديداً لمشاريع التراث المستدام حيث شكلت الاستدامة محوراً رئيسياً في بناء عدد من الملاعب والمنشآت على غرار ملعب ٩٧٤ الذي يعد مثالاً رائعاً على الإرث الذي تعتزم دولة قطر تركه بعد إسدال الستار على منافسات البطولة أو ملعب أحمد بن علي الذي استُخدم في تشييده ٩٠٪ من المواد الناتجة عن إزالة الملعب القديم أو أيضاً ملعب لوسيل الذي حصل على شهادة المنظومة العالمية لتقييم الاستدامة من فئة ٥ نجوم حيث جرى تصميمه وتشييده مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية التخطيط المستدام والمحافظة على البيئة.

 

أخيراً، عبّر سعادة السفير عن سعادة دولة قطر باستضافة هذا الحدث الرياضي التاريخي الذي تعتبره قوة محفزة لترسيخ إرث دائم يحقق تغييراً ملموساً في المجتمع، مرحباً بجماهير كرة القدم للاحتفال بالمهرجان الكروي المنتظر وتعريفهم بعادات وتقاليد دولة قطر وكرم الضيافة الذي يميز الثقافة العربية.

  

تجدر الإشارة إلى أن فعاليات "أيام التراث الأوروبية"، التي أطلقها مجلس أوروبا عام 1985 في فرنسا، تحولت عام 1999 الى مبادرة مشتركة بين مجلس أوروبا والمفوضية الأوروبية، وهي تتيح منذ ذلك الحين للمواطنين اكتشاف الثروات الثقافية للدول الأوروبية والتعرف على تاريخ الشخصيات والأماكن التي ساهمت في صهر ثقافة أوروبا وتراثها.