إزاحة الستار عن لوحة شكر لدولة قطر على مساهمتها في مشروع بيت اللغة العربية

أزاح سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، الى جانب سعادة السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي في باريس، الستار عن لوحة شكر لدولة قطر على مساهمتها في مشروع بيت اللغة العربية، في احتفال تم تنظيمه في معهد العالم العربي في باريس يوم الثلاثاء 24 مايو 2022، حضره السيد جان ماري كيني، ممثل الفيفا في باريس وشخصيات عربية وفرنسية ودولية بارزة، وعُرضت خلاله مجسّمات الملاعب التي ستستضيف مباريات كأس العالم في نوفمبر القادم.

 

أكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، في كلمة ألقاها في هذه المناسبة، على الأهمية التاريخية للغة العربية باعتبارها إحدى أقدم اللغات التي نطق بها البشر منذ فجر التاريخ. فعلى مدى قرون، ربطت اللغة العربية بين الشعوب من خلال الأدب والموسيقى والشعر والفلسفة، كما كانت لغة التواصل الشائعة في مجالات التجارة والفن والعلم. وهي لغة غنية ونابضة بالحياة، توحّد مئات الملايين من الناس في اثنتي وعشرين دولة ناطقة بالعربية. 

 

في هذا السياق، أوضح سعادة السفير أن مساهمة دولة قطر في مشروع بيت اللغة العربية الذي ينوي معهد العالم العربي إنشاءه، تعتبر بمثابة نداء للتأكيد مجددا على الدور الهام الذي تؤديه اللغة العربية في مدّ جسور الوصال بين الشعوب على صهوة الثقافة والعلم والأدب وغيرها من المجالات الكثيرة. فاللغة تُعد حاضنة الهوية، ولا يمكن المحافظة على الهوية العربية من دون المحافظة على اللغة العربية. 

 

من هذا المنطلق، قال سعادة السفير إن دولة قطر تقود، تحت القيادة الرشيدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، منذ سنوات، جهودا كبيرة لتعزيز وترسيخ مكانة اللغة العربية داخل قطر وفي العالم العربي، من خلال تنظيمها لمؤتمرات وندوات حول أهمية اللغة العربية والبحث عن الوسائل التي تعيد للغتنا الجميلة تألقها. ويأتي ذلك في إطار مساعي قطر الحثيثة للحفاظ على تراث المسلمين العظيم الذي أبهر العالم عبر لغة الضاد، وظل العالم يتعلمها لقرون. 

 

كما استعرض سعادة السفير الجهود العديدة التي بذلتها دولة قطر في حماية اللغة العربية والتي بدأت بمبادرة من سمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، عندما أطلقت "المنظمة العالمية للنهوض باللغة العربية" في عام 2013، واستمرت مع اطلاق مشروع بناء معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، حتى اعتماد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للغة العربية لغة رسمية. 

 

من جانب آخر، أكد الشيخ علي بن جاسم آل ثاني ان اللغة العربية تشكل مكونا رئيسيا من مكونات الهوية العربية، وإن إدراك العلاقة التفاعلية بين اللغة والهوية يتطلب وعيا لغويا سليما يساهم في تقدير مكانة اللغة العربية وأهميتها. وهذا ما تسعى دولة قطر الى تحقيقه من خلال تعزيز تعاونها الوثيق مع معهد العالم العربي في باريس ودعم مبادراته التي تساهم، بتنوعها وتوزعها على مختلف الحقول والمجالات المعرفية والفنية، في تعريف فرنسا، ومن خلالها أوروبا والعالم الغربي، بالصورة الحقيقية للعالم العربي والإسلامي، بتاريخه وتراثه وحضارته، وبثقافته وإبداعاته وأوضاعه الراهنة، وتنمّي التبادل الثقافي والتفاعل الحضاري والحوار الإنساني بين الشرق والغرب. 

 

توجه سعادة السفير، في ختام كلمته، الى جميع الحاضرين بخالص التحيات وأطيب التمنيات والشكر الجزيل على تواجدهم بمناسبة "هذه الخطوة الجديدة على درب علاقات التعاون والصداقة التي تجمع دولة قطر بهذا الصرح الحضاري الفريد من نوعه". 

 

من جانبه،  أعرب السيد جاك لانغ عن سعادته لإزاحة الستار عن اللوحة التي تم تنفيذها تقديرا لدولة قطر على التزامها بمشروع بيت اللغة العربية، مؤكدا أنه بفضل العلاقات المتينة القائمة بين دولة قطر ومعهد العالم العربي، سيتم إعطاء دفعة جديدة لنشر اللغة العربية والترويج لها - في فرنسا وقطر والعالم - باعتبارها لغة عالمية في مجال المعرفة والتواصل والثقافة والإبداع.

 

في هذا السياق، توجه رئيس معهد العالم العربي بالشكر لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على ثقته بالمشروع. كما انتهز السيد لانغ هذه الفرصة لتوجيه الشكر لسعادة سفير دولة قطر لدى الجمهورية الفرنسية، الشيخ علي بن جاسم آل ثاني، على التزامه الكامل بتحقيق هذا الدعم.

 

من ناحية أخرى، أشاد وزير التربية والثقافة السابق بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باعتماد اللغة العربية لغة رسمية خامسة، وجدّد تهانيه لدولة قطر بمناسبة استضافتها النسخة 22 من كأس العالم لكرة القدم، التي ستقام للمرة الاولى في بلد عربي.

 

كما أكد السيد جاك لانغ أن هذا المشروع من شأنه أن يعزز الصداقة المتينة بين فرنسا ودولة قطر وأن يغني الحوار الاستراتيجي الفرنسي- القطري، معربا عن أمله بأن يتوسع التعاون بين معهد العالم العربي ودولة قطر ويزداد عمقا في المستقبل.