دولة قطر وفرنسا : متحدتان في مكافحة الإرهاب

نشرت صحيفة لوفيغارو مقالاً لسعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر في فرنسا،  تحت عنوان “دولة قطر وفرنسا: متحدتان في مكافحة الإرهاب”، تناول فيه الموقف القطري من الاعتداءات الأخيرة في فرنسا والجهود المشتركة المبذولة لمكافحة الإرهاب.

جاء في المقال:

ذهبت فرنسا مجدداً ضحية لعمليات إرهابية وقعت في مدينة نيس مساء 14 يوليو، يوم العيد الوطني الفرنسي، وفي مدينة سانت إتيان دو روفري قبل أيام قليلة. هذه الجرائم الوحشية الشنيعة والمخالفة لكل القيم الإنسانية تهدف لإشاعة الحقد والانقسام وتسعى بتصميم إلى زرع الرعب لإشاعة الانقسام.

في ظل هذه الظروف الأليمة عبّرت دولة قطر عن تضامنها مع الجمهورية الفرنسية. في اليوم التالي لاعتداء مدينة نيس قام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بتوجيه تعازيه لفخامة الرئيس فرنسوا هولاند وندد بأشد العبارات بهذه الجريمة النكراء. كما عبّر معالي رئيس الوزراء وزير الداخلية وسعادة وزير الخارجية خلال الأسابيع الأخيرة عن دعمهما الثابت لفرنسا، وقاما بزيارة السفارة الفرنسية في الوقت الذي أنيرت فيه عدة مبان قطرية بألوان العلم الفرنسي تعبيراً عن التضامن.

إن الهجمات التي وقعت في فرنسا خلال الأسابيع الأخيرة غير مبررة، على غرار الجرائم الأخرى التي ارتكبت في دول أخرى في العالم. لكن هذه الهجمات التي تحاول أن تنشر الرعب، لن تقودنا إلا لتعزيز تصميمنا لمكافحة الإرهاب.

إن دعمنا، بقدر ما يعكس حجم الصداقة القديمة والعميقة التي تربطنا بالجمهورية الفرنسية، فإن هذا الدعم  يترجم أيضاً إلتزامنا المشترك، الواضح والأكيد داخل الإئتلاف. بوصفنا أعداء للإرهاب ولداعميه، فإن دور دولة قطر يتمثل في المساهمة في مكافحة هذه الآفة الدولية، التي تضرب في الوقت نفسه فرنسا والعالم العربي، حيث يسقط يومياً عشرات، لا بل مئات الضحايا البريئة.

إن معركتنا ضد الإرهاب شاملة وعزيمتنا، بهذا الصدد، ثابتة، حيث يمكن للتحالف الدولي، الذي نستضيف مركز قيادته في بلدنا، الإعتماد على مختلف إمكاناتنا العسكرية. إننا مصممون على متابعة جهودنا، لمكافحة هذه الآفة الإرهابية، على الصعيدين الوطني والدولي.

أود أن أعيد التذكير بأن دولة قطر دعمت دائماً مواقف حلفائها ضد الإرهاب، لاسيما مواقف فرنسا في اللقاءات الدولية الكبرى. إننا ملتزمون، على غرار الدول الحليفة الأخرى، بتطبيق القرارات المتخذة بشكل مشترك في مجال مكافحة الإرهاب.

نظراً لدعم دولة قطر الثابت لفرنسا وللإئتلاف الدولي، ورغم تفهمنا للمشاعر الصادقة والطبيعية التي عمّت فرنسا في ظل هذه الفترة المضطربة، فإن دولة قطر تجد صعوبة في تقبّل سماع الأصوات التي تعلو لإثارة الشكوك حول صدقية إلتزاماتها، حيث ذهبت بعض هذه الأصوات أحياناً إلى إطلاق إتهامات كاذبة، لا تستند لأي أساس. إذا كانت هذه المواقف ثمرة للجهل أو إذا كانت ذات غايات شعبوية وإنتخابية، فإنها لا تؤدي خدمة لفرنسا أو لدولة قطر، بل بالعكس، فإنها تغذي حالة الخلاف وتعزز الإنقسامات وتسعى في نهاية المطاف لإضعاف الجبهة المشتركة التي قمنا ببنائها معاً لتشكيل سد في وجه الإرهاب.

 إلى جانب دورنا داخل الإئتلاف الدولي ضد داعش، ومن خلال العلاقات الثقافية والإقتصادية والعسكرية التي توحد بلدينا، فإن دولة قطر تشكل جسراً بين الشرق الأوسط والغرب. إن صلابة دولة قطر تشكل حصناً في مواجهة الرعب.

في ظل هذه الظروف، إن الصداقة التي نكنها لفرنسا ليست مجرد تعبير عن الإحترام والتقدير وإنما هي مفيدة. مفيدة للحوار بين حضارتينا ومفيدة لأمننا المشترك وضرورية من أجل المستقبل.